Text Size
الخميس, Mar 28, 2024

الجمعة – 08-01-2016:

مقاربة البحث عن التأثيرات المباشرة وغير المباشرة لتدهور العلاقة بين طهران والرياض على الوضع المحلي، من منطلق لبنان الضائع بين الحليفين تبدو غير منطقية، انطلاقاً من اعتبارات طبيعة العلاقة

 

 

بين كل طرف والدولة الحليفة، وبينهما تعود الملفات المحلية الى إطار الرتابة وعلى رأسها الموضوع الرئاسي، في ظل المطالبة المستجدة بضرورة اعادة تفعيل عملي الحكومة ومجلس النواب .

لا يزال لبنان يتلقف تداعيات ما بعد مرحلة اعدام الشيخ السعودي نمر باقر النمر، وتدهور العلاقات بين المملكة العربية السعودية وايران، بما أنتج تصعيداً اعلامياً وارتفاعاً في سقف التصريحات بين "حزب الله" و"المستقبل"، نتلسمه مزيداً من التعقيد في الملفات المطروحة، ومن شأنه اعادة طرح الاسئلة المفترضة عن الجهة التي تتحكم باعادة استلام زمام المبادرات، بعد تدهور فرص التسوية الرئاسية التي دخلت مرحلة الموت السريري.

التسوية الرئاسية

فما حصل لا يمكن تجاهله محلياً، حيث الجميع يعلم مخاطر هذه التداعيات، وخصوصاً إثر زيادة منسوب التخوف من التساؤل عما إذا كان كل من السعوديين والايرانيين سيسعون الى تصفية حساباتهما في لبنان، ما يشكل انعطافة في مسار العلاقات بين الافرقاء والحوارات الدائرة بينهما من جهة، ومسار التسوية الرئاسية من جهة اخرى. فإذا ما اعتبرنا انّ لا بديل عن الحوار وعن استمرار التمسك بالمبادرة الحريرية، من منطلق انهما خشبتا الخلاص للبنان، في مقابل الصورة التخريبية التي ترتسم معالمها للوجه البديل عن الحوار، فانّ كثيرين لا يزالون يعولون على الحاجة الى التفاهم الاقليمي من اجل التوصل الى الحلول المحلية، وهذا ما اعتاد عليه اللبنانيون، وخصوصاً في الربع الاخير من ساعات الحلول بحسب التوقيت الخارجي.

تفعيل المؤسسات

امّا التطورات الاخيرة على الساحة المحلية، فلا تنذر بايجابية على مستوى التوصل الى نتائج تضمن خاتمة لانتخاب رئيس للجمهورية، ويبرر رجوع الملف الرئاسي الى منطق الفراغ الجديد، إعادة الروح في المؤسسات، وعلى رأسها الحكومة ومجلس النواب، بحيث دخلنا في مرحلة جديدة على مستوى الجهود المبذولة لتفعيل العمل الحكومي. ولكنّ ما حصل بين السعودية وايران، يأتي في سياق منطقي وترجمة لارادة السعودية في التصعيد، وذلك من ضمن مسار تصاعدي يقطع الطريق على كل الحالمين أو المفتعلين لرهانات يُبنى عليها لبنانياً. مقاربة يشير اليها المحلل السياسي الدكتور وسيم بزي في حديث خاص لـ"البلد"، معتبراً في قراءته لتأثيرات تدهور العلاقة بين طهران والرياض على لبنان، بانّ الاشتباك موجود على كل ساحات الاقليم وهي ساحات مرتبطة برغبة السعودية في التصعيد، في مقابل تعامل ايراني معها من منطلق الدفاع. وبحسب بزي، فانّ "الصدى اللبناني لهذا التصعيد، يتشابه والحالة الايرانية التي تنطبق على حزب الله، فهو يعتبر نفسه ايضاً متلقفا، ويصر على الحوار وبالتالي فانّ الكرة اليوم في ملعب الفريق الآخر".

موافقة سعودية

وعن ارتباط لبنان بالحليفين السعودي والايراني، يعلّق: "المسألة ترتبط بطبيعة العلاقة بين كل طرف والحليف، فالحزب يملك حرية في المواقف والجميع يعلم ذلك، بينما الطرف الآخر لا تثبت عليه المعادلة عينها وبالتالي فانّ المقارنة تصبح ظالمة في وضعية كل طرف". وهنا يمكن الاشارة الى الكلام الذي صدر عن النائب محمد رعد، والذي اعتبره البعض انّه تحذير للرئيس سعد الحريري بعدم العودة الى لبنان. فهل يمكن أن يأتي الحريري اصلاً الى لبنان من دون موافقة سعودية، وهل باستطاعته أن يثبت عكس ما غمز اليه رعد، وبالتالي "فما الجديد في هذه القصة التي يسعى البعض الى استغلالها خدمة لزعزعة العلاقة بين الطرفين، فأساساً الحريري غير متنكر للسعوديين، فلماذا يعتبرونه تهديداً اذاً؟"، يتابع بزي. ويشير رداً على السؤال المتعلق بتأثير العلاقات السعودية الايرانية على التسوية الرئاسية، "نحن لا نتحدث هنا عن تسوية، وانمّا عن مبادرة هلامية بقيت في إطار الهمس والوشوشة، قصة انتهت حتى قبل تفاقم الازمة بين البلدين على خلفية اعدام الشيخ نمر النمر. فثمة من أراد أن يعبث بالعقول ويوهم الجميع بانّ ثمة تسوية وحلولا، وذلك من اجل التوصل الى صفقة ما".

صفقة سياسية

وتتمحور الصفقة حول اعادة انتاج النظام السياسي الحالي والتمديد للستاتيكو الحالي لسنوات مقبلة، وهنا "يعود الملف الرئاسي الى منطق الفراغ الجديد، بانتظار نضج اقليمي يعيد انتاج الحيوية الرئاسية، في مقابل المطالبة بتفعيل عمل الحكومة ومجلس النواب". ويربط بزي حديثه بما يمكن الاشارة اليه من تخوف على الوضع الامني في لبنان، وامكانية حصول حوادث أمنية في السياق المتوتر للأزمة، بغية تأجيج الوضع أكثر، "كل ذلك يبقى في الاطار المقبول اذا ما صار هناك هزات أمنية، وسط التحذير من مآرب سيئة تسعى الى اهتزاز المنطقة بغية الوصول الى أهداف خاصة سياسية، والنماذج السابقة على ذلك لا تُعد ولا تُحصى، فلبنان لا يحتمل الدخول في هذه الانواع من الصراعات، والاخطر هو محالة استدراجه في أتون ما يحصل في المنطقة وذلك ما بدأ بالترويج له في الاعلام، وذلك ما لا ينتج ابداً من فراغ" .

 

مجلة أفكار وآراء - العدد الجديد

 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 192 - عن شهر سباط / فبراير 2024


مجلة (أفكار وآراء) - عدد 191 - عن شهر كانون2 / يناير 2024


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 190 - عن شهر كانون1 / ديسمبر 2023


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 189 - عن شهر تشرين2 / نوفمبر 2023


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 188 - عن شهر تشرين1 / اكتوبر 2023


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 187 - عن شهر أيلول / سبتمبر 2023


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 186 - عن شهر آب / أغسطس 2023


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 185 - عن شهر تموز / يوليو 2023


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 184 - عن شهر حزيران / يونيو 2023


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 183 - عن شهر أيار / مايو 2023


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 182 - عن شهر نيسان / ابريل 2023


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 181 - عن شهر آذار / مارس 2023

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 180 - عن شهر شباط / فبراير 2023

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 179 - عن شهر كانون2 / يناير 2023


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 178 - عن شهر كانون1 / ديسمبر 2022


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 177 - عن شهر تشرين2 / نوفمبر 2022


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 176 - عن شهر تشرين1 / اكتوبر 2022


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 175 - عن شهر أيلول / سبتمبر 2022


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 174 - عن شهر آب / أغسطس 2022


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 173 - عن شهر تموز / يوليو 2022


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 172 - عن شهر حزيران / يونيو 2022


مجلة (أفكار وآراء) - عدد 171 - عن شهر أيار / مايو 2022


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 170 - عن شهر نيسان / ابريل 2022


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 169 - عن شهر آذار / مارس 2022


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 168 - عن شهر شباط / فبراير 2022


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 167 - عن شهر كانون2 / يناير 2022