لندن - د. أحمد الزين – خبيرفي شؤون الشرق الاوسط - الخميس 30-01-2020:

صفقة القرن“ التي أعلنها الرئيس ترامب هي نكبة جديدة لفلسطين بعد نكبة 1948، ومشروع استيطاني استعماري لتكملة الاستيلاء على ما تبقى من ارض فلسطين،

وإنشاء كيان ديني يهودي عاصمته القدس مع قوننة المستوطنات وضم غور الاردن والجولان، وسرقة اجزاء واسعة من الضفة الغربية والقدس، على حساب تصفية القضية الفلسطينية وإلغاء حلّ الدولتين وشطب حق العودة للأجئين الى أرضهم.

بهذه الرؤى المشؤومة تعتبر ”صفقة القرن“ مشروعا عدوانيا مخالفا للقانون الدولي ولقرار مجلس الامن الدولي رقم 242 الذي طالب ”إسرائيل“ بالانسحاب من الاراضي التي احتلتها في عدوان 1967، وبمثابة إعلان حرب على الشعب الفلسطيني ودولته الموعودة وحقوقه المعقودة، وعلى الدول العربية التي تستضيف اللاجئين الفلسطينين الرافضة لتكريس مبدأ التوطين، والتي قد تزعزع الاستقرار الامني في فلسطين ومحيطها العربي، وقد تجرّ الى حروب مدمرة تقوّض السلام الاقليمي والسلام الدولي.

وما حدث من ثورات الربيع العربي وتغيير الانطمة الداعمة لفلسطين الى أنطمة تابعة لامريكا.. وما فُرض من عقوبات اقتصادية ظالمة على إيران.. وما تأسس من تنظيمات ”داعش“ وملحقاتها الارهابية، وتوجيهها بشنّ حروبها على الدول العربية الممانعة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، وعلى شعوبها وبيئتها المقاومة.. وما خُطط من اغتيالات قادة المقاومة بحجم سليماني والمهندس.. وما نُظم من مؤتمرات ومحفزات اقتصادية في البحرين.. وما روّجه حكام الخليج من سياسات تطبيعية مع ”إسرائيل“ وتواطؤ وصمت عربي.. ما كانت إلا خطوات تمهيدية لتعبيد الطريق امام اعلان ”صفقة القرن“ من قبل ترامب ونتنياهو، وبهذا التوقيت الان إلا لإرضاء اطماعهما الشخصية بالاستئثار بالسلطة للنفاذ من السجن بسبب فسادهما، وتوظيفها في الانتخابات الامريكية والاسرائيلية لكسب اصوات اللوبيات الصهيونية والمسيحية الانجيلية الامريكية المؤيدة لـ فكرة ”إسرائيل“ كدولة دينية يهودية وارض مقدسة لبناء الهيكل كمقدمة لقدوم المسيح (ع) حسب معتقداتهم التلمودية-الانجيلية.. وخير دليل على ذلك خطابا ترامب ونتنياهو حيث كانا خطابا دينيا واحدا بعيدا عن السياسة والواقعية يشوبه الكذب وتزوير الحقائق والتاريخ والعبث بالخرائط والجغرافيا والاستخفاف بحياة الملايين من الفلسطينين داخليا وشتاتا ومستقبلهم ووجودهم..

والتاريخ شاهد بان الصفقات والمفاوضات لا تعيد حقا ولا ترد أرضا (لان ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة)، لذا على جميع الفصائل الفلسطينية توحيد الموقف والثبات على رفض هذه الصفقة العار، والتوكل على الله والاعتماد على محور المقاومة وخيار المواجهة وتفعيل الكفاح المسلح لاستعادة كل فلسطين، وإحياء مجددا اللاءات الثلاث: لا تفاوض، لا صلح، لا إعتراف بـ ”إسرائيل“.