أيمن شحادة - الثلاثاء 22 أيار 2018 ---

اضحى المركز الاسلامي الاكبر في ميشيغن وفي ​أميركا​ الشمالية مقرا للتطبيع مع العدو الاسرائيلي، وذلك على هامش "صفقة القرن" التي تحضر لاحتلال ​القدس​ بشكل كامل واضفاء شرعية دولية على احتلال المدينة المقدسة وانهاء ​القضية الفلسطينية​ بالكامل. "المركز الإسلامي" في ديربورن،

وهو مؤسسة عامة دينية واجتماعية وثقافية، أقدم على استقبال ضباط إسرائيليين، وهو ما يمثل في هذه الفترة بالذات "خيانة عظمى" لا يمكن السكوت عنها ولا يجب أن تمر من دون مساءلة ومحاسبة الفاعلين، خاصة وان هذه المؤسسة ليست ملكية خاصة لأي كان يديرها دون التزام بالقواعد الأخلاقية والإنسانية أو على الأقل بالمبادئ الدينية العامة للمركز الإسلامي الذي وضع حجر أساسه في ستينات القرن الماضي، الراحل الكبير الشيخ محمد جواد شري، وبهبة مقدمة من الزعيم العربي الراحل جمال عبدالناصر، الرمز العربي الأول لمقارعة الاحتلال الإسرائيلي.

وتحت مسمى "حوار الأديان والتعارف"، اقدم هذا المركز دون مراعاة للشعور العربي والقومي والاسلامي وقبل ايام فقط من احياء ذكرى ​مجزرة قانا​ عام 1996 في المركز نفسه بتكريم القاتل واستضافته، وكأن هناك ايادٍ خفية تعمل بغطاء اسلامي في اكبر تجمع للجالية العربية والاسلامية في ​اميركا​ على تبييض صفحة الاحتلال وشرعنة القتل و"​ارهاب​ الدولة" الصهيوني، وتصفير ذاكرة الشعوب من المجازر التي ارتكبها والارض التي دنسها.

ويبقى السؤال الاكبر اليوم ردا على البيان الذي اصدره المركز "ما هي علاقة العسكر بحوار الأديان؟ ولماذا هذا الإصرار على استضافة العسكريين؟"، مع العلم أنه يستضيف منذ عام 2007 شخصيات من مختلف دول العالم ضمن فعاليات حوار الأديان بالتعاون مع "جامعة الدفاع الوطني" (أن دي يو)، هذا التصرف يشير الى ان هناك محاولة خطرة لاختراق المجتمع الإسلامي الأميركي، وتحديداً المجتمع الإسلامي في مدينة ديربورن، وهذا السلوك هو نوع من أنواع التطبيع مع العدو الإسرائيلي، ويحمل إشارات خطيرة في المستقبل".

وقد واجه هذا النشاط غير المرحب به من أبناء الجالية بتحركات احتجاجية رافضة وهي تتجه الى التصعيد بحال عدم تسوية الامور في القريب العاجل، وقد طالب المحتجون بمحاسبة المسؤولية والاعتذار باسم "المركز الإسلامي" عن استضافة الإسرائيليين، لانه من غير المقبول ابدا تمرير حدث خطير كاستضافة قتلة الأطفال ومرتكبي المجازر على مدى سبعة عقود من الزمن داخل حرم المسجد وفي قاعاته دون محاسبة ومساءلة. كما ان المطلوب بالاضافة الى المحاسبة والاعتذار هو التعهد بعدم تكرار هذه الامور تحت عناوين "واهية".