لندن - د. أحمد الزين - 31-10-2016ا ::

في هذا اليوم التاريخي، نهنىء لبنان واللبنانيين بجميع طوائفهم واحزابهم ومكوناتهم بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية اللبنانية، بعد فراغ كرسي الرئاسة دام اكثر من عامين ونصف العام. كما نثمّن مبادرة الرئيس سعد الحريري، كونه رئيس اكبر كتلة نيابية، في دعم مسيرة وصول الرئيس عون الى قصر الرئاسة، معتمدا منطق الشراكة والميثاقية وآخذا بالاعتبار مصلحة الوطن والمواطنين، منهيا بذلك الاستحقاق الرئاسي وشغوره.

 

 

وتعتبر خطوة الوزير سليمان فرنجية بإنسحابه من السباق الرئاسي لفتة وطنية تماشيا مع الإجماع الوطني لما فيه الخير والمصلحة العامة، لان الجميع الان يدرك خطورة المرحلة القادمة والخطر الداهم على المنطقة برمتها من مؤامرات التقسيم والتدمير والتهجير، خصوصا ان لبنان في مهب الريح لما يواجهه من تحديات وازمات داخلية تطال حياة المواطنيين وعيشهم وتعايشهم المشترك، بالاضافة الى التهديدات الخارجية من الجماعات الارهابية التكفيرية ودولة الارهاب الكبرى ”اسرائيل“.

في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ لبنان، يأتي انتخاب الرئيس عون رئيسا انتصارا للجمهورية اللبنانية وتطبيقا للدستور ولإتفاق الطائف وتنفيذا للميثاق واحتراما للقانون، وتعزيزا للمؤسسات الدستورية والامنية في بثّ روح التجديد فيها، وانتصارا للوحدة الوطنية ومبدأ التقاهم والتلاقي والحوار بين اللبنانيين، وصونا للتعايش الوطني، وانتصارا لتثبيت السلم الاهلي، وابعادا للفتنة الطائفية وشبح الحرب الاهلية، وانتزاعا لشعور الغبن والتهميش والاقصاء عند المسيحيين، وبثّ اجواء التفاؤل والارتياح والطمأنينة والتعاون بين شركاء الوطن من مسلمين ومسيحيين وأقليات..

وحسب الاصول الدستورية، أدى رئيس الجمهورية ميشال عون اليمين الدستوري، والقى خطاب القسم، الذي كان سياديا بامتياز، أشار فيه إلى العناوين الرئيسية لعهده الرئاسي وقال: "أرغب صادقا ان يكون عهدا تتحقق فيه نقلة نوعية في ارساء الشراكة الفعلية وإطلاق نهضة اقتصادية تغير المسار الانحداري"،

إذن، هذه فرصة ذهبية للبنان لكي يبدأ الرئيس عون عهده بطي ملف الخلافات السياسية والانقسامات والبدء بمرحلة جديدة بتعاون الجميع لبناء وطن وليس دويلات وإنهاء الجزر الامنية، عنوانها: ”التغيير والإصلاح والوفاء والتنمية واللقاء والنضال والمستقبل الواعد“، لكي تنطلق عجلة الاقتصاد الوطني، ومكافحة الفساد والإفساد ورموزه بوضع خطة طوارئ على كل المستويات لمحاربتها، ومعالجة الملفات الأساسية من النفط والغاز والكهرباء والماء والدواء والتعليم وضمان الشيخوخة، ووضع خطط مدروسة لمعالجة مسالة النفايات، تكون بعيدة عن المحاصصة، هدفها تقديم المصلحة العامة على الخاصة، وتفعيل الإنماء المتوازن يكون ميزان العدالة هو المقياس في التعاطي مع المناطق المحرومة، وإقرار قانون انتخاب عصري عادل يضمن صحة التمثيل الحقيقي، وتسريع إجراء استحقاق الانتخابات النيابية لكي تنتج مجلسا نيابيا شرعيا (بديل الحالي غير الشرعي الذي مدد لنفسه مرتين).

ومن المتوقع ان تكون ميزة العهد الرئاسي الجديد هي الشراكة الحقيقية ووضع ميثاق شرف على حماية المقاومة وتوفير رغد الشعب اللبناني العظيم وتأمين أمنه واستقراره وحفظ وحدة أراضيه في سبيل شرف وعزة وكرامة واستقلال لبنان العظيم...