لندن - د. أحمد الزين - الخميس 31-03-2022:

إن إقدام النظام السعودي على الإعدام الجماعي لـ 81 شخصا في 12 مارس/ آذار 2022، يعتبر مذبحة بشرية وعملا وحشيا وجريمة مروعة بحق الانسانية وهي مدانة بشدة لانها تعارض الشريعة الاسلامية لأن السعودية ليست دولة الحق والعدالة، بل تُدار بالحكم الملكي الاستبدادي التعسفي القمعي ويسيطر عليها الدين الوهابي المتطرف والفكر التكفيري الإرهابي. وهذه جريمة مستنكرة بقوة لانها تخالف المعايير القانونية والقضائية والدولية التي تفيد اثباتات المنظمات الحقوقية الاممية بأن اعترافات المعتقلين بالادانة انتُزعت تحت الضغظ والتهديد والتعذيب وانتُهاك أبسط حقوقهم المدنية لعدم توفر محاكمات عادلة تتوافق مع أدنى معايير الشفافية والنزاهة والإنصاف والعدالة.

ومن الذين اعدمهم محمد بن سلمان 7 يمنيين من بينهم أسرى من الجيش اليمني وهي ترقى الى جريمة حرب تحرمه الشرائع السماوية والقوانين الدولية، وهو انتهاك صريح لإتفاقية جنيف المتعلقة بأسرى الحرب، التي تكفل لهم الحماية وحسن المعاملة الإنسانية وتحظر الاقتصاص منهم او القيام بأي فعل أو إهمال غير مشروع يسبب موت الاسير.

كما اُعدم 41 شابا ينتمون إلى الأقلية المسلمة الشيعية في منطقة القطيف والاحساء، وهؤلاء ضحايا إبرياء لا علاقة لهم بالإرهاب لا من قريب ولا من بعيد كما يدعي الطاغية محمد بن سلمان، بل هم معتقلو الرأي ومواطنون يمارسون حرية التعبير ونشطاء مدنيون مشاركون في تظاهرات سلمية للمطالبة بحقوقهم المدنية والتوظيفية والسياسية الذين عانوا طويلا من سياسة التهميش والتفرقة الطائفية والتمييز المذهبي وإتساع دائرة قمع الحريات والتجريد من الحقوق والاعتقال القسري والعنف الممنهج والمنظم لإرعابهم وكبت أصواتهم وتكميم أفواههم وإخضاعهم وإذلالهم..

وبناء على تقارير المنظمات الحقوقية الدولية، فإنّ سجل النظام السعودي حافل بانتهاكات حقوق الانسان وظلم المرأة في داخل السعودية وخارجها، الذي لا يزال يستمر بملاحقة المعارضين والدعاة الاسلاميين المعتدلين والامراء والنشطاء وأصحاب الرأي باعتقالهم وقمعهم وتعذيبهم وقتلهم.. كما قُتل الناشط خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول بتركيا بأمر من محمد بن سلمان خارج نطاق القانون والقضاء.

ولا تزال ”السعودية“ مملكة الإجرام تتمادى كثيرا في غيّها وعدوانيتها وإعتداءاتها من خلال فرض حصارها الظالم على اليمن ومنع إدخال المشتقات النفطية والغدائية والدوائية إليها لتجويعه وترويعه.. ولا تزال مستمرة بعدوانها على شعب اليمن لأكثر من 7 سنوات من خلال غاراتها الجوية وقصفها واستهداف مدنهم وقراهم ومدارسهم واسواقهم ومطاراتهم وموانئهم، وتدمر البنى التحتية وتهدم منازلهم على ساكنيها.. وهي المسؤولة بتسبب اكبر كارثة إنسانية في العالم..

كل تلك الانتهاكات السعودية والاعتقالات والاعدامات الجماعية والمجازر البشرية لم تكن لتحصل او يتجرأ الطاغية محمد بن سلمان من إرتكابها لولا تأكده من الحماية الامريكية والاوروبية واستمرار دعمهم له والتغاضي عن فساده وجرائمه والإفلات من العقاب بسبب دفعه وضخه مئات المليارات الدولارت في الاستثمارات وصفقات شراء الاسلحة من تلك الدول الغربية.

إن دعم أمريكا والحكومات الغربية للانظمة الديكتاتورية المتسلطة بالقوة على الشعوب العربية أحد أسباب إستمرار القمع والقتل والحروب والتهجير والمجازر في منطقة الشرق الاوسط، لان المصالح والمنافع الاقتصادية وبيع صفقات الاسلحة لدى الغرب تتغلب على قيم الديمقراطية والحرية والعدالة والسلام ومبادئ حقوق الإنسان.. بينما يسعى الحكام الخليجيين إلى نيل رضا أمريكا وحلفائها بالاستجابة لإملاءاتهم وأوامرهم وتنفيذ اجنداتهم الاستعمارية في مقابل إضفاء الشرعية على حكمهم بقوة تلك الانظمة الغربية للحفاظ على عروشهم وإستمرار حكمهم الجائر، على حساب مصالح دولهم ورخاء شعوبهم وأمنهم واستقرارهم، وبعيدا كل البعد عن تطبيق الدستور وسيادة القانون وأحترام النظام والقضاء.. وعدم توفير الديمقراطية والانتخابات العادلة لتعكس إرادة ومصالح الشعوب.

ورغم الآلام والأزمات، نتطلع دوما الى المستقبل الواعد مع قدوم شهر رمضان المبارك، لنستلهم من رحابه مصاديق الايمان والتوبة والطاعة والرحمة وقيم التسامح والغفران ومعاني المبادىء الانسانية السامية.. لنكون مؤمنين صادقين مع أنفسنا ومع الله تعالى نلتزم بما جاء في كتبه وتعاليم أنبيائه، ودستوره الكامل لخير الامم ومنهاجه الجامع للشعوب لتعيش بامان واستقرار وسلام.. وفي نهاية المطاف فان السنن الإلهية تحتم بأن من اخذ برسالة السماء والحضارة الانسانية تقدم وتطور وسعد وفاز، ومن تخلى عنها تراجع وتقهقر وانهزم وخسر.