لـنـدن – د. أحـمـد الزيـن - الجـمـعـة 07-05-2021 ----

يوم القدس العالمي، يوم تاريخي عظيم في تاريخ الامة العربية والإسلامية، فهو يجسد ثورة المستضعفين على المستكبرين في إطار مشروع استراتيجي تحرري انساني لتحقيق العدل والعدالة والاستقلال،

وإحقاق الحقّ والخير والبرّ، وتأمين الامن والامان والسلام، ومواجهة قوى الاستكبار والاستعمار والاستعباد والعتو والطغيان والاستبداد.. التي تكرّس سياسات الاحتلال والاستيطان بمنطق القوة والفرض لتهويد القدس وإغتصاب فلسطين من قبل الصهاينة الطغاة الغزاة.. وبالتالي يعتبر هذا اليوم محطة ثقافية لرفع الوعي الثوري ويقظة الشعوب وتفادي منازل الغفلة لديها، ولشحن نفوس هذه الشعوب بالطاقة الثورية والتعبئة الجهادية، وغرس عقيدة الثبات والأصرار على نصرة الشعب الفلسطيني المضطهد، وتعزيز ثقافة المقاومة في استرجاع فلسطين الى أهلها، وإستئصال "اسرائيل" من الوجود كغدة سرطانية في جسد الامة العربية والاسلامية، وكونها العدو الحقيقي للعرب والمسلمين، يمثل خطرا حقيقيا على أمن شعوبهم وبلدانهم، ومهددا جديا للسلام الاقليمي والدولي.

في هذا اليوم المجيد، نذكّر العالم بالنداء الذي أطلقه الإمام الخميني (قده) عام 1979، كحدث سياسي متاح أمام شعوب الامة العربية والاسلامية، للاحتفاء بيوم القدس العالمي كمنظومة ثورية عالمية، وكسند ومعين وظهير لحركات التحرر العالمية.. يقام فيه المسيرات والمظاهرات وتحشيد الساحات والندوات والمؤتمرات واللقاءات والمعارض والاحتفالات والمهرجانات لتبقى فلسطين اولوية وقضية مركزية، حيّة وفاعلة ومتجذرة في وجدان الاجيال المتعاقبة، وملهمة في إستنهاض طاقاتهم وهممهم لتزيدهم بصر وبصيرة وتبصر وعزيمة وثقة بإمكانياتهم وقوتهم وبقدراتهم، ولتوجيه البوصلة والاتظار الى تحرير فلسطين بتبني الخيار الاستراتيجي المقاوم والإنحياز الكامل للحق الفلسطيني المسلوب، والوقوف الى جانب القضية الفلسطينية العادلة ودعم الشعب الفلسطيني المظلوم، وحفظ خط الثبات والإيمان والعزم على الصمود والتصدي والصبر، وضمان استمرارية المسير على نهج المقاومة والجهاد، والاقتداء بدرب الشهداء حتى تحقيق النصر والتحرير.. مهما كلفت من اثمان عظام وتضحيات جسام..

وفي هذا اليوم العظيم، نجدد في كل عام العهد والولاء والقسم باننا لن نحيد ابدا عن خيار دعم المقاومة والكفاح، وتفعيل مبدأ وحدة الصف والمصير والمسار وتنسيق الجهود وتعزيز التعاون والتكاتف والتكامل والتضامن مع نضال الشعب الفلسطيني في حقه بإسترداد أرضه المحتلة من قبل الكيان الصهيوني الغاصب، وتقديم العون والإسناد والإمداد لبناء دولته فلسطين وعاصمتها الـقدس الشريف..