Text Size
الجمعة, Mar 29, 2024

سوريا – مجدي نعيم – الاحد 26-9-2021::

إن الصراع الرئيسي بين من يريدون حكومة طائفية ( دينية ) قمعية بطرق مختلفة ، وحكومة علمانية غير دينية - كما هو في سورية الآن ، لم يكن أبداً حرباً بين الطوائف الإسلامية المتنافسة ، كما أنه ليس حرباً أهلية ، وإنما كانت حرباً شنتها جماعات إرهابية متطرفة مستغلة تمرد بعض المناطق لاسيما في درعا وبانياس وتشكيل مايسمى الجيش الارهابي الحر ، الذي استعان ببعض الارهابيين الأجانب والعرب للاطاحة بالحكومة الشرعية ، ومعها المجتمع السوري العلماني الشمولي القائم على العيش المشترك والتسامح والمواطنة ، وكان هدفهم إقامة حكومة ومجتمع أخواني متطرف بدعم السعودية وقطر وتركيا والولايات المتحده والكيان الصهيوني الذين يدعمان هؤلاء المتطرفين في إطار محاولاتهم للسيطرة على منطقتنا وعلى المعابر وموارد الطاقة وضمان أمن الكيان الصهيوني الاستيطاني مستقبلاً .

كما لاحظنا أنه بسبب تحريض وسائل الاعلام كالجزيرة والعربيه وغيرها من المحطات الطائفية التي كانت تقوم بالتحريض والتأليب من خلال عدنان العرعور ويوسف القرضاوي ومحمد العريفي وغيرهم من مشايخ الفتنة ، وعدم كفاية التقارير الواردة من الاعلام السوري أو بسبب طمس الحقائق وتشويهها ونشر أخبار كاذبة ومفبركة عن أزمة المهاجرين السوريين الى الدول الاوربية والدول المجاورة وإقامة معسكرات اللاجئين ، مما كون انطباعاً أن معظم السوريين يهجرون من ديارهم بسبب قصفهم من قبل قوات الجيش والأمن التي أطلقوا عليها تسمية الشبيحة ،لكن في الواقع اختار معظم السوريين البقاء في سورية تحت حماية حكومتهم وجيشهم ، والتمسوا حمايتهما ، وكانوا يريدون الحفاظ على مجتمعهم العلماني المتسامح ، ولكن بما أن هذا المجتمع تم تمزيقه بأعمال الفوضى والعنف المسلح ، وأصبحوا يخشون أن يتم الاستيلاء على بلدهم من التنظيمات المتشدده كتنظيم نور الد-ين الزنكي الذي قطع رأس طفل لا يتجاوز عمره إثنتي عشر عاماً ، مما آثار الهلع في نفوس الكثيرين أن يواجهوا مصيراً مماثلاً مما أدى إلى هروبهم إلى أماكن سيطرة الدولة والجيش أو إلى دول أخرى ، وبعد انكشاف الامور تبين بأنه لم يكن هناك ثواراً معتدلون ، فما اطلق عليه حراكاً سياسياً تم طمسه بتمرد اسلامي متشدد تدعمه السعوديه خلال الفتره من آذار إلى نيسان ٢٠١١ ، لتظهر الجماعات الإسلامية المتطرفة التي أطلق عليها السوريون تسمية دا-عش أو الارهابيين أو المرتزقه ، غير مكترثين بالاسماء المختلفه لهذه الجماعات ، وكانت بينها حرب الابادة الجماعية ، ولم يعد هناك أثر لما كان يسمى الجيش الحر ، وتصدر المشهد تنظيم جب-هة الن-صرة ودا-عش ، لذلك لايمكن تسمية ما حدث في سورية انتفاضة شعبية ، لأن غالبية الناس ليسوا جزءاً من التمرد المسلح ، ما حدث هو قبل كل شيء ، صراع بين الجيش العربي السوري والجماعات الإسلامية المتشدده الوهابية المسلحة التي تهدف إلى قلب نظام الحكم العلماني والاستيلاء على السلطة ، ولم يكن هناك حركات احتجاج سلمية بحته ، كما يدعون في وسائل الاعلام المعادية بل كان المتظاهرون المسلحون يسيرون في الاحتجاجات ، ويطلقون النار على الشرطه والأمن ، وفي غالب الأحيان كان عنف رجال الأمن هو رد فعل على العنف الوحشي للارهابيين المسلحين ، كما حصل في المسجد العمري بدرعا ، يوم اصدرت القيادة إلى العسكريين ورجال الأمن تعليمات بعدم استخدام السلاح فسقط عشرات الشهداء على أيدي الارهابيين ، بينما كان الاعلام المعادي يصور الجيش والامن بأنه يحاصر أطفال درعا ويمنع عنهم الحليب والدواء ، لذلك وقفنا مع الدولة الوطنية السورية وجيشها في حربها ضد الإرهاب ، للمحافظة على النظام العلماني الذي يضمن كرامتنا وحريتنا الدينية والتسامح والمواطنة الذي نعيشه كمسلمين موحدين لله ، انطلاقاً من مقولة سلطان باشا الأطرش: (( الدين لله والوطن للجميع ))، هذه إجابتنا لكل من يتهمنا بالتشبيح وبأننا أبواق النظام من أهلنا في لبنان الذين يعيشون في نظام سياسي تحكمه الطائفية ، كذلك أهلنا في الخليل والكرمل والجليل الذين يعيشون تحت الاحتلال الصهيوني ، وهم لايعرفون شيئاً عن طبيعة مجتمعنا الذي يعيش تحت ظل الدولة السورية العلمانية غير الدينية ، لذلك نحن نمارس حرياتنا وشعائرنا الدينية والشخصية كمواطنين عرب سوريين ولسنا أقليه في المجتمع السوري العلماني الذي تحكمه المواطنة والتسامح والعيش المشترك .

والله من وراء القصد .

مجلة أفكار وآراء - العدد الجديد

 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 192 - عن شهر سباط / فبراير 2024


مجلة (أفكار وآراء) - عدد 191 - عن شهر كانون2 / يناير 2024


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 190 - عن شهر كانون1 / ديسمبر 2023


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 189 - عن شهر تشرين2 / نوفمبر 2023


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 188 - عن شهر تشرين1 / اكتوبر 2023


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 187 - عن شهر أيلول / سبتمبر 2023


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 186 - عن شهر آب / أغسطس 2023


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 185 - عن شهر تموز / يوليو 2023


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 184 - عن شهر حزيران / يونيو 2023


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 183 - عن شهر أيار / مايو 2023


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 182 - عن شهر نيسان / ابريل 2023


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 181 - عن شهر آذار / مارس 2023

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 180 - عن شهر شباط / فبراير 2023

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 179 - عن شهر كانون2 / يناير 2023


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 178 - عن شهر كانون1 / ديسمبر 2022


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 177 - عن شهر تشرين2 / نوفمبر 2022


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 176 - عن شهر تشرين1 / اكتوبر 2022


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 175 - عن شهر أيلول / سبتمبر 2022


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 174 - عن شهر آب / أغسطس 2022


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 173 - عن شهر تموز / يوليو 2022


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 172 - عن شهر حزيران / يونيو 2022


مجلة (أفكار وآراء) - عدد 171 - عن شهر أيار / مايو 2022


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 170 - عن شهر نيسان / ابريل 2022


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 169 - عن شهر آذار / مارس 2022


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 168 - عن شهر شباط / فبراير 2022


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 167 - عن شهر كانون2 / يناير 2022

 

محل بوابة لبنان

محلات بوابة لبنان

مطعم بربر

مطعم بربر

مطعم لبنان

مطعم لبنان

ألف مبروك

مطعم علوية

مطعم علوية

كاراج ام او تي

كاراج ام او تي