ياسر الحريري – 05-09-2015 -

الحراك الديبلوماسي الايراني في لبنان، لا يأتي من فراغ، اذ بالامس القريب زار لبنان وزير خارجية الجمهورية الاسسلامية الايرانية محمد جواد ظريف ثم عاد منفرداً معاونه حسين عبد الهيان، وهي اشارة واضحة الى ان هناك حركة ديبلوماسية ايرانية جادة

 

 

باتجاه لبنان والشرق الاوسط، كون الاشهر الستة المقبلة حاسمة وحساسة في مختلف قضايا المنطقة اليمن والبحرين وسوريا وضمنهم لبنان، الذي اعلن عبد اللهيان ان امن لبنان من امن ايران مشددا على دعم حكومة الرئيس تمام سلام ودعم الاستقرار في هذا البلد .

المصادر المواكبة لزيارة الديبلوماسي الايراني تحدثت عن ان مجمل زيارة عبد اللهيان كانت اهتماماً بالشأن السوري، والمباحثات التي تجري في الاروقة الاقليمية والدولية في سبيل الدفع باتجاه الحل السياسي للازمة السورية، بعد ان تولدت قناعة لدى القوى الدولية الداعمة للارهاب في سوريا وكذلك لدى حلفائهم العرب، ان لا حلول عسكرية في سوريا ولا حلول تتجاوز القيادة السورية، اي الرئيس الدكتور بشار الاسد الذي هو اساس الحل، اذ وفق المعطيات ان الكلام بات محسوماً في هذا السياق، وان محور المقاومة لم يقاتل ليخضع لرغبات المملكة العربية السعودية وواشنطن وغيرهما في هذا الشأن.

وقالت المصادر ان البحث مع الامين العام لحزب الله تناول هذه النقاط والبحث الاقليمي والدولي، ورؤية السيد حسن نصرالله في الملف السوري وملفات المنطقة كاليمن وغيره.

بالطبع هذا الامر يضاف اليه وفق المصادر، الدول الداعمة للارهاب والمغذية للجماعات التكفيرية، من هنا كانت دعوة الامين العام لحزب الله لكل دول المنطقة بضرورة التوحد لمواجهة تهديد التكفير الذي يجتاح المنطقة العربية والاسلامية، خصوصاً ان بعض الدول التي تدعم الجماعات التكفيرية والارهابية في سوريا والعراق بدأت تكتوي بنار هذه الجماعات من خلال التفجيرات التي حصلت بالتحديد في المملكة العربية السعودية، وهذا ما يؤكد ان هذه الجماعات لا تتغاضى عن السعودية، وكما قال السيد نصرالله ان عين قادة هذه الجماعات على مكة والمدينة المكرّمة قبل ان تكون على بيروت ودمشق وعمان، اذ انها تعمل امنيا وتفجيرياً في هذه الساحات لكن سلطة خلافتها تتجه الى مكة كي تحصل على الشرعية الدينية من الناحية الجغرافية كما تراها في مكة المكرمة.

بالطبع من غير المتوقع وفق كل المعطيات التي تملكها المصادر ان تقوم السعودية وغيرها بوقف دعمها للجماعات التكفيرية في لبنان وسوريا والعراق واليمن، لأن هذه القوى لم تعد تملك وسائل للضغط في المنطقة غير جماعات الذبح الى ان تحصل التحولات، بحيث تجبر واشنطن حلفاءها على الوقف الفعلي لهذا الدعم وهذا امر لن يحصل في القريب العاجل طالما ان الولايات المتحدة الاميركية تستثمر في «داعش» و«النصرة» وباقي جماعات التكفير والارهاب.

واكدت المصادر ان المبادرة الايرانية للحل في سوريا، تهدف الى جمع مختلف الاطراف السورية، والوقوف عند رأي الجميع، خصوصاً ان الافكار التي قدمها وزير الخارجية محمد جواد ظريف للحل في سوريا والتي لقيت دعما روسياً، وفي السياق عينه يمكن قراءة اللقاء الذي حصل بين السيد عبد اللهيان والمبعوث الدولي في سوريا ستيفان دي ميستورا في السفارة الايرانية في بيروت، والذي استمع الى نقاط المبادرة الايرانية، مرحبا بها،ووفق المعطيات في رأي دي ميستورا تحتاج الى بعض التعديلات في نقاطها كي تصبح في رأي المبعوث الدولي مبادرة مقبولة من الجميع .

من هنا تأتي اللقاءات الايرانية في بيروت وسوريا، اي مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، والرئيس بشار الاسد، هو لتنسيق المواقف بين محور المقاومة والمجتمع الدولي والعربي، الذي يمثله دي ميستورا كون نيات هذا التحالف العربي والدولي تظهر انه يريد العمل على تقسيم سوريا، تماماً كما يريدون التقسيم في العراق من خلال طرح الحرس الوطني برعاية اميركية وقطرية وخليجية.

بالطبع ان وقع المشاورات الايرانية مع السيد نصرالله والرئيس الاسد تتكامل مع التوجه الروسي في المنطقة، على حدّ قول المصادر، وتسير في الوقت ذاته وفق المصادر في بيروت، مع التقدم على الجبهات في سوريا للجيش العربي السوري والمقاومة الاسلامية، مع الاشارة الى ان محور المقاومة مقتنع ان حقن الدماء في سوريا هو السبيل الانجع لحل الازمة، وكل ما عدا ذلك، يعني المزيد من ضرب الاوطان وشرذمتها.

اما بالنسبة الى لبنان فتؤكد المصادر ان رسالة عبد اللهيان ان امن لبنان من امن المنطقة ومن امن طهران، فهذه العبارة - الموقف- ليست «زلةَ» لسان، او كلاماً للاستثمار السياسي، بل هي موقف موجه الى الكيان الاسرائيلي الذي من المحتمل ان يدخل على خط «الخربطة» والتوتير انطلاقاً من عدوان واسع يشنه على كل من المقاومة في لبنان او على سوريا، مما يأخذ المنطقة الى خيارات واسعة وخطرة، لن تكون الجمهورية الاسلامية بعيدة عنها، بل ستكون في صلب المعركة هذه المرة.

بالطبع المحاذير الى اليوم من ان تقوم المملكة العربية السعودية بأجهاض افكار الحلول، ولا تحاول ان تكون عاملاً ايجابياً فيها، مما يؤدي الى اطالة امد الموت في اكثر من عاصمة عربية، نتيجة لانعدام الرؤيا السعودية للسير نحو الحلول.

الديار