رغم ما كيل لها من مكائد... بهمة السيدة صاحبة المعالي السيدة رباب الصدر / مؤسسات الإمام ... تبقى وتستمر لتمكين المرأة وتعزيز حضورها في اتخاذ القرار
حسين سعد
حمل العام 1962 بذور بدايات "مؤسسات الإمام الصدر الاجتماعية"، فتحولت من إطلاق برامج متواضعة في محو الأمية، وفنون الخياطة والتطريز، ومساعدة المحتاجين، إلى مؤسسة تربوية وثقافية ورعائية على مستوى الوطن. المؤسسات التي أنشأها الإمام المغيب موسى الصدر، ".
الذي يحتفل بذكرى تغييبه الـ33 في الحادي والثلاثين من آب، تكمل في العام 2012 يوبيلها الذهبي. وشكل العام 1969 مفترقاً في العمل التربوي في المؤسسة، حيث أسس الصدر روضة الأطفال، وألحقها بمدرسة الهدى. كما حول دورات الإسعاف الأولي إلى مدرسة فنية عالية للتمريض، ما زالت قائمة حتى اليوم. وأكملت السيدة رباب الصدر شرف الدين المسيرة، فكان المجمع الثقافي والتربوي، الذي أنشئ في صور، ليصبح بعد أكثر من 25 عاما، مقصداً للمحتاجين من أولاد الفقراء، وطالبي العلم والمعرفة من الفتيات، اللواتي يتخرجن سنويا بالمئات من كل الاختصاصات المهنية وفي طليعتها التمريض. وتوسعت شبكة المؤسسات إلى عدد من المناطق، فإلى المؤسسة الأم ومركزها المجمع الثقافي في صور، الذي يضم غالبية المرافق التربوية والرعائية والمهنية، يوجد مركز "الإمام الصدر للأبحاث والدراسات" في بيروت، و"مركز التدخل المبكر - اسيل"، و"مهنية الزهراء"، ومراكز صحية واجتماعية في الجنوب، في كل من جل البحر، وصديقين، وعنقون، وكفرحتى، وديرسريان، ودردغيا، وعيتا الشعب، إضافة إلى مؤسسات الصدر في أميركا. وتعتمد "مؤسسات الإمام الصدر" على تبرعات الأفراد والمغتربين أساسا يصل إلى 41 بالمئة من ميزانيتها. ويشكل شهر رمضان من كل عام، حلقة تواصل بينها وبين أصحاب الخير. وقد وصل مجموع الإنفاق السنوي بحسب آخر ميزانية للمؤسسات إلى سبعة ملايين وخمسمئة ألف دولار أميركي. ويتوزع مدخول المؤسسات على مبيع بضائع وخدمات من الوحدات الانتاجية التابعة لها بنسبة 13 بالمئة، ومساهمة المستفيدين من الطلاب والمرضى بنسبة 12 بالمئة، ومساهمات حكومية تصل إلى 6 بالمئة، ومساهمات منظمات دولية مانحة بنسبة 8 بالمئة، ومساهمات متكفلي الأيتام بـ7 بالمئة. وتعتمد على موائد الإفطارات الرمضانية بنسبة 9 المئة، وعلى تبرعات المغتربين والأفراد بـ41 بالمئة. وتقوم فلسفة العمل الخيري في "مؤسسات الإمام الصدر"، وخاصة في شهر رمضان، على حشد مساهمات المقتدرين وتوجيهها لضمان الحقوق الأساسية للمحتاجين، ولتمكينهم بالمهارة والمعلومة، حتى مرحلة اعتمادهم على أنفسهم، وفق إدارة المؤسسات. وتؤكد مديرة العلاقات العامة والإعلام في المؤسسات الدكتورة مهى أبو خليل أن "تمكين المرأة يكاد يكون جوهر وجود جمعية مؤسسات الإمام الصدر وغايتها، وذلك عبر تمكين تربوي ونفسي واجتماعي، وعبر رعاية اليتيمات وتأهيلهن"، لافتة إلى أن البرامج تتضمن "التمكين المهني والحقوقي والسياسي، لإحداث التغيير الاجتماعي العميق عبر إعادة النظر في عدالة الأدوار المناطة بكل من المرأة والرجل، وعبر حوار الطاقات ومكافحة أشكال التمييز كافة، وتوفير نموذج ممأسس وقابل للاقتداء به لناحية الحضور الفاعل للمرأة في عمليات اتخاذ القرار والإدارة". وأشارت أبو خليل إلى أن "المؤسسات تميزت بسجلها الواضح في التصدي لمشكلات المرأة، ولاحتياجاتها التربوية، والصحية، والمهنية، فاكتسبت مكانة مرموقة في أذهان وذاكرة المجتمع النسائي، وخصوصا لدى الفقيرات وذوات الدخل المحدود