لندن - أسرة التحرير – 25-12-2017 :
بمناسبة الأعياد المجيدة، وتزامنا مع مولد سيدنا ونبينا الاكرم نبي الرحمة والإنسانية المصطفى محمد (ص)، ومولد نبي الله السيد عيسى ابن مريم المسيح (ع)، أقامت أبناء الجالية اللبنانية في لندن ندوة فكرية
وملتقى ثقافياً تحت عنوان: (كرامة الإنسان في رسالة الاديان)، في قاعة مسجد الإمام الحسين (ع)، بحضور سفير الجمهورية اللبنانية في المملكة المتحدة الاستاذ رامي مرتضى وعدد من علماء الدين والباحثين الاكاديميين كالدكتور الشيخ محمد علي شمالي، مدير المركز الإسلامي في لندن، والشيخ حيدر المهاجر، باحث حوزوي، والدكتور ابراهيم العاتي، عميد الدراسات العليا في الجامعة الاسلامية العالمية في لندن.
كما حضر الندوة جمع من الناشطين اللبنانيين والعرب من الفاعليات الاكاديمية والاحتماعية والثقافية والاعلامية
وقد القى الدكتور العاتي كلمة قيمة من بحثه حول (مكانة الإنسان في الاسلام) مع مقارنات مع الديانات السماوية الاخرى، وقد تناول فيها: مفهوم الانسان، وابعاده المختلفة كالبعد الالهي والبعد الكوني والبعد الانساني المتمثل في علاقة الاتسان باخيه الانسان.
كان الانسان محورا لرسالات الانبياء، فدعت الى احترام كينونته، وحمايته من فراعنة عصره، وانقاذه من الاستبداد..وجاء نبينا المصطفى (ص) ليقرر هذه الحقيقة ويثبتها، فكان تكريم الانسان الذي صرح به القرآن الكريم: { ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا} (سورة الاسراء: آية 70)
وأضاف الدكتور العاتي بان الله قد سخر للانسان ما هو موجود في هذا العالم: { ألم تروا ان الله سخر لكم ما في السموات وما في الارض واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة} (سورة لقمان: آية 20) ليحسن من وضعه باستغلال موجودات الطبيعة على الوجه الاحسن.
وقد عرّج الدكتور العاتي الى موضوع مكارم الاخلاق الذي هو جوهر الرسالات السماوية التي جاء النبي محمد الاكرم (ص) لاكمالها حين قال: (إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق)، وكان اعظم ما وصف به الحق سبحانه وتعالى نبيه الكريم: {وانك لعلى خلق عظيم}. وقد علمنا التاريخ ان انحدار الامم وسقوط الدول يتوقف على التزامها الخلقي، وان صدق هذا القانون قديما فانه يصدق على عصرنا هذا وهو ما يجب ان تتعلمه الاجيال الجديدة من ابنائنا في داخل بلدانها او في المهجر.
وأضاف الدكتور العاتي ان الدين يمثل صمام الامان للفرد والمجتمع لان الأخلاق جوهر الدين ومبدأه الرئيس الذي يحفظ كرامة الانسان، وهو ما تتفق عليه المسيحية والاسلام، والمعروف ان رسالة السيد عيسى المسيح (ع) كانت خلقية في المقام الاول.
وتقدم الشيخ المهاجر بالتهنئة بالولادة المباركة لأنبياء الله محمد (ص) وعيسى(ع)، وأشاد بدورهما في إرساء أسس المحبة والسلام والعدالة الالهية في المجتمع وإرساء الإطمئنان الداخلي من خلال علاقة العبد بربه للوصول الى حالة الوئام والمحبة والتعايش بين ابناء الاديان السماوية.
وفي نهاية الملتقى، فتح باب المناقشات والحوار وطرح الأسئلة، وقد دار حوار طيب ومثمر مع الحضور حول القضايا وأهم النقاط التي اثيرت وبحثت في الندوة..