لندن- أسرة التحرير - (محلة أفكار وآراء – عدد 122) - الاربعاء 14 آذار / مارس 2018:
--- هذه مقتطفات من المقابلتين المتلفزة التي اجرتها قناة بلادي الفضائية من العراق وقناة الاتحاد الفضائية من لبنان اليوم مع الدكتور أحمد الزين، رئيس الجمعية الثقافية اللبنانية في بريطانيا، حول أزمة الجاسوس الروسي البريطاني المزدوج.
--- على أثر تعرض الجاسوس الروسي البريطاني المزدوج سيرغي سكريبال وأبنته يوليا للتسمم بغاز الأعصاب الكيماوي في 4 آذار 2018، اندلعت أزمة دبلوماسية سياسية نارية حادة بين بريطانيا وروسيا، وعُلقت الاتصالات الثنائية بينهما في تصعيد غير مسبوق للازمة بين لندن وموسكو.
واتهمت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي روسيا بانها المسؤولة على الارجح بهذه الاعتداء، واعتبرت انه باستخدامها غاز الأعصاب في محاولة الاغتيال، تكون روسيا قد خرقت معاهدة حظر استخدام الاسلحة الكيماوية.. وهذا يمثل انتهاكاً واضحاً لاتفاقية الأسلحة الكيماوية، وخرقاً للقانون الدولى، وتهديداً لأولئك الذين يلتزمون بقواعد النظام الدولى القائم.
ودعت تيريزا ماي إلى اجتماع عاجل في مجلس الأمن الدولي لإطلاع أعضائه على تطورات هذا الملف، وقالت "إنه من المحتمل جدا أن تكون روسيا مسؤولة عن هذا الهجوم، حيث لا يزال يرقد سكريبال وأبنته في المستشفى بحالة حرجة من جراء حادثة التسمم".
ونصحت ماي البريطانيين الراغبين بالسفر إلى روسيا بمراجعة التعلميات التي تصدرها وزارة الخارجية البريطانية، وأشارت إلى أنها ستبحث مع الاتحاد الأوروبي مسألة أمن الطاقة.
وهددت بطرد 23 دبلوماسيا روسيا من بريطانيا، وباتحاذ حطوات تصعيدية تشمل تجميد الارصدة الروسية في البنوك البريطانية وفرض عقوبات مالية، ومقاطعة مباريات كأس العالم لكرة القدم، وان العائلة المالكة ووزرائها لن يحضروا المباريات الذي ستبدأ بعدعدة أشهر في روسيا، وفي وقت لاحق ألغت يريطانيا دعوة إلى وزير الخارجية الروسي لزيارة بريطانيا..
اما روسيا فقد اعتبرت بان بيان رئيسة وزراء بريطانيا بهذا الشأن هو وسيلة للضغط على سير التحقيق، وبان التصريحات البريطانية هي مهزلة وهي تطالب بالادلة الجنائية وملف التحقيق وترفض لغة التهديد وتوجيه الانذارات النهائية.. واعتبرت بان مثل هذا الإتهام والهجوم السياسي هو عملا عدوانيا استفزازيا، وانه امرا غير مقبول في النظام القانوني المتحضر.. وتداعياته قد تضر بمصلحة البلدين ويقوّص الامن والاستقرار.. وروسيا سترد بالمثل لاي خطوة انتقامية..
ونفت الخارجية الروسية اتهامات بريطانيا بتورطها فى تسميم سكريبال. ووصف وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، اتهامات لندن بأنها "استعراض سياسى ومهزلة" لتضليل المجتمع الدولى، مؤكداً أن روسيا لن تسمح به، مضيفاً أن روسيا ليس لديها دافع لمهاجمة سكريبال..
وبعد تطور الأوضاع الخطيرة، حذر ايضا السفير الروسي لدى لندن بريطانيا من خطوات انتقامية مماثلة إذا طردت بريطانيا الدبلوماسيين الروس، وقال إن طرد الدبلوماسيين الروس عمل غير مقبول وعدائي وغير مبرر.
ومن الواضح بان هناك اسئلة كثيرة تطرح لماذا اختيار مثل هذا التوقيت الان لخلق هذه الازمة السياسية بين البلدين؟ مما يستدلّ على بان هناك حملة غربية اميركية بريطانية تشنّ على روسيا، لها صلة بنشر مشاعر معادية لروسيا، تهدف الى قيام حملة كراهية وترهيب للتأثير والتدخل في الانتخابات الرئاسية الروسية المتوقعة إجرائها بعد اربعة أيام..
والارجح هذه الازمة لها صلة بنية الغرب للقيام بعمل انتقامي من روسيا عموما ومن الرئيس بوتين خصوصا، حيث اثبت بانه رئيس قويّ ممانع داعم لمحور المقاومة والممانعة في لبنان وسوريا والعراق واليمن.. وقد اظهر بوتين القوة والجدية في شنّه الحرب على الارهاب والقضاء على داعش والتنظيمات الارهابية في العالم.. كما نجح بوتين في ضمّ شبه جزيرة القرم الى روسيا. وقد اسقطت روسيا كل القرارات الاممية للتدخل في الشؤون الداخلية لتلك الدول باستخدامها حق "الفيتو".. مما أفشل المخططات الغربية ومشاريعهم التقسيمية هناك، ويعتبر بوتين سدا منيعا ضد الهيمنة العسكرية الغربية وعدم قدراتهم السيطرة على كثير من مناطق العالم..
يذكر بان الرئيس بوتين قد حقق نجاحات كبيرة لبلاده في السياسيات الخارجية في الملفين السوري والاوكراني، وقد عارض حلف شمال الاطلسي في نشر قواتها ودرعها الصاروخية في اوروبا الشرقية، وقد ساهم اسهاما كبيرا في تثبيت مكانة روسيا في العالم كقوة كبرى، حيث يؤمن بوتين بضرورة ان يكون العالم المعاصر متعدد الاقطاب وان لا يكون محكوما من دولة واحدة.. بالاضافة الى نجاج بوتين في سياسته الداخلية ومواقفه الداعمة في إطلاق سلسلة إصلاحات إدارية قضائية اقتصادية اجتماعية..