Text Size
الخميس, Mar 28, 2024

د . هادي حسن عليوي

تنويه : نشرت سبع حلقات خصيصا لمجلس حسين الحميداوي بعنوان قصة بلد اسمه العراق.

الكتاتيب:

أقتصر التعليم في الولايات الثلاثة (بغداد.. والموصل.. والبصرة).. على الكتاتيب..والكتاتيب جمع كُتاب أنشأت لتعلم القراءة والكتابة وقراءة القرآن الى جانب علوم الحديث واللغة.. واشتقت اسمها من تعليم الكتابة..

والكتاتيب والمدارس الدينية كانت تسير في أطار المؤسسة الدينية من الناحية النظرية أو الشكلية فقط.. إلا إنها من الناحية العملية كانت بعيدة عن أشراف ومراقبة المؤسسة الدينية أو أجهزة الدولة الرسمية الأخرى.. ظلت تلك الكتاتيب تراوح مكانها.. ولم يطرأ عليها أي تطور يذكر.. وكانت وقفاً على المبادرة الشخصية للإفراد.

ـ لم تتلق تلك الكتاتيب.. أي دعم حكومي.. فالدولة العثمانية.. تعد ذلك ليس من اختصاصها.. بل من اختصاص الأهالي.. وعلى الرغم من إصلاحات بعض السلاطين والولاة.. ومنهم: السلطان محمود الثاني (1808-1839).. وبعده السلطان عبد المجيد (1839-1861).. إذ صدر في العام الأخير من عمر ولايته (العام )1846 المرسوم المعروف بـ (خطي شريف كلخانه).

نص هذا المرسوم على (أَنَّ يكون التعليم تحت إشرافها بدلاً من رجال الدين).. وأن تتولى الدولة مسألة تعديل المناهج الدراسية.. مع إضافة علوم عصرية جديدة.. لكن نصيب العراق من تلك الإصلاحات التعليمية كان أقل من الولايات العثمانية الأخرى.

ـ العام 1869 صدر قانون المعارف العام الذي يسمى بالتركية (معارف عمومية نظام نامه سي).. الذي نص على تقسيم المراحل الدراسية الثلاث.

الأولى: المرحلة الابتدائية.. الدراسة فيها أربع سنوات.

الثانية: المرحلة المتوسطة.. أو (المكاتب الرشدية).. مدة الدراسة فيها ثلاث سنوات.

الثالثة: المرحلة الثانوية.. وتسمى (المكاتب الإعدادية).. مدة الدراسة فيها أربع سنوات.

الرابعة: مدارس الصنائع.. ودور المعلمين.. وبعض المعاهد العالية.

المدارس في بغداد:

ـ شرع بتأسيس المدارس الحديثة في بغداد.. في عهد مدحت باشا (1869-1872).. إذ أنشأت أربع مدارس هي:

1ـ المدرسة ألرشدية العسكرية.. والإعدادية العسكرية.. ثم مدرسة الفنون.. ومدرسة الصنائع.

ـ إلا إن المدارس الابتدائية لم يباشر بإنشائها بشكل فعلي إلا في العام (1889).. إذ تم افتتاح أربع مدارس ابتدائية هي: الحميدية.. وجديد حسن باشا.. والكرخ.. والعثمانية.

وهنا لابد من الإشارة إلى إن المدرسة ألرشدية التي أسسها مدحت باشا في بغداد لم تكن أول مدرسة حديثة في العراق.

كان الهدف الأساسي من تلك المدارس تزويد الجيش بعناصر من السكان.. وتزويد الدوائر بالموظفين.. إلاَّ أَنَّ تلك المدارس لا تتناسب مع حجم السكان.. بسبب سوء توزيعها الجغرافي.. كما إنها اتسمت بضعف مستواها التعليمي والإداري.

ـ لم تهتم الدولة العثمانية بالتعليم الابتدائي في العراق.. ويرجع سبب ذلك.. إلى عدم جدية الدولة العثمانية في نشر التعليم في العراق من ناحية.. والنقص الحاصل في عدد المعلمين من ناحية أخرى.. إلى جانب عزوف الأهالي.. عن إرسال أبنائهم إلى تلك المكاتب.. (والله مصيبة.. الله يدعو الى العلم.. ونبيه يؤكد "أطلب العالم من المهد الى اللحد.. ومقولة نرددها (أطلب العلم ولو في الصين.. والجماعة لا يتعلمون.. ولا يرسلون أبناءهم للمدارس).

المدارس الإعدادية:

أما فيما يتعلق بالمدارس الإعدادية.. فقد أسست أول مدرسة إعدادية في مدينة بغداد العام 1873.. في زمن الوالي رؤوف باشا (1873-1875).. وقد اتخذت تلك المدرسة من بناية المدرسة ألرشدية التي أنشأها مدحت باشا مقراً لها.. واستمرت لبضعة أعوام.. وكان أغلب كادرها التدريسي من ضباط الجيش.

ـ العام 1890 تم إنشاء بناية خاصة بتلك المدرسة الإعدادية.. لتكون مدرسة مستقلة بذاتها وأشارت إلى وجودها.. وقد ألحقت بها صفوف (المدرسة ألرشدية).. وقد إست مرت في عملها حتى نهاية مدة الحكم العثماني.

المدارس العسكرية: أما في الجانب العسكري:

ـ في زمن ولاية عبد الرحمن باشا الثانية لبغداد (1879-1881).. انشأ مدرسة ألرشدية في جانب الكرخ.. العام .1879. وتم تحويلها فيما بعد إلى مدرسة عسكرية غرضها إعداد ضباط صف من العسكريين.. أطلق عليها (كوجك ضابطان مكتبي).. وقد درس ودرب فيها عدد من الضباط العراقيين.

ـ إنشاء إعدادية عسكرية.. هدفها تخريج الطلاب المؤهلين للدراسة في الكلية الحربية في إسطنبول.. ليكونوا ضباطاً في الجيش.. ومدة الدراسة فيها ثلاث سنوات.. ويشترط القبول فيها أنَّ يكون الطالب قد تخرج من المدرسة ألرشدية العسكرية.. ويدرس فيها مختلف العلوم الآتية: الجبر والهندسة والمثلثات والتاريخ والجغرافية والرسم وعلم الفلك.. وباللغات: التركية.. الفرنسية.. الفارسية.. أضاف الى دروس الدين.. ومعظم من يقوم بالتدريس فيها من الأتراك إلى جانب عدد من المدرسين العراقيين.

ـ العام 1881.. تخرجت الدورة الأولى لطلاب الإعدادية العسكرية.. وكان عددهم 13 طالباً.. وقد إراسلوا للدراسة في الكلية الحربية في إسطنبول.. ولم يتخلف عن الالتحاق بالكلية العسكرية سوى الدورة الأخيرة.. وهي دورة العام 1914 بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى.

ـ ارتفاع أعداد المدارس ألرشدية الى (20) مدرسة العام 1888.. ثم الى (40) مدرسة رشدية العام 1905.. وتوزعت على الشكل الاتي:-

- (19) مدرسة رشدية في ولاية بغداد.. بواقع (11) مدرسة رشدية في مركز الولاية.. في حين توزعت البقية الباقية على لوائي كربلاء والديوانية واقضينها الستة .

- (14) مدرسة رشدية في ولاية الموصل.. بواقع (5) مدارس رشدية في لواء الموصل والأقضية التابعة له.. في حين كانت حصة لواء كركوك واقضينه (9) مدارس رشدية .

- (7) مدارس رشدية في ولاية البصرة.. بواقع مدرستين رشديتين في مركز الولاية.. في حين كانت حصة لوائي العمارة والناصرية (5) مدارس رشدية.

المدارس في الموصل:

كانت مدينة الموصل قد سبقت بغداد في إنشاء المدارس.. فقد تأسست مدرسة ألرشدية في الموصل.. في مدة ولاية كنعان باشا (1861-1867).. إذ تبرع الحاج فهمي أفندي العمري بإنشائها العام 1861.. أن فتح المدارس ألرشدية.. أما مناهجها فكانت تشمل الرياضيات.. والتاريخ.. والجغرافية.. والصحة.. والخط.. وكان التدريس باللغة التركية.. واغلب من يقوم بالتدريس من الأتراك.. وحتى اللغة العربية وقواعد النحو والصرف.. كانت تدرس بالتركية.

ـ تحولت المدرسة ألرشدية الى إعدادية العام 1895.. وهي أول مدرسة إعدادية في ولاية الموصل إلا إنها لم تكن الإعدادية الوحيدة في ولاية الموصل.. خلال مدة الحكم العثماني.. كما هو الحال في ولاية بغداد.. كذلك تحولت مدرستا مدينتي كركوك والسليمانية الرشيدتان إلى مدرستين إعداديتين.

المدارس في البصرة:

أما في ولاية البصرة، فقد بقي التعليم متخلفاً.. حيث كانت ولاية البصرة م سنجقاً (قضاءاً).. تابعاً لولاية بغداد.. ولم يتم فتح مدرسة رشدية فيها إلا العام 1882.. ولم تفتح لعدم توفر معلم تركي... وبقيت مغلقة حتى توفر المعلم التركي الذي جاء من استانبول.

ـ العام 1897.. أفتحت مدرستان رشيديتان في كل من أبي الخصيب في البصرة.. ومدينة الحي التابعة لسنجق الناصرية (المنتفك).. ليصبح عدد المدارس ألرشدية في البصرة (ست مدارس).. ولم تنشأ مدارس رشدية أخرى حتى عام 1908.. ولم تفتح فيها مدرسة إعدادية حتى تلك السنة.

المدارس الأهلية:

شهد الانقلاب العثماني العام 1908.. أوضاعاً جديدة ومشجعة للنشاط التعليمي..على الصعيدين الرسمي والشعبي بإنشاء المدارس الحديثة.. وأدى المثقفون العراقيون دوراً نشطاً في هذا الاتجاه فتألفت لجنة من الضباط والموظفين.. وبعض المعلمين وطلبة المدارس العالية ورجال الدين. وأبرز نشاطهم تأسيس مدرستين أهليتين هما:

1ـ مدرسة (تذكار الحرية).. في مدينة البصرة في 27 تشرين ثاني 1908في البصرة

2ـ مدرسة (الترقي الجعفري العثماني) ..في بغداد.

3ـ إنشاء المدرسة الثانوية الصناعية في البصرة العام 1909..

4ـ إنشاء المدارس الثانوية الأجنبية التي كانت تابعة للإرساليات التبشيرية.. منها مدرسة الرجاء العالي الأمريكية.. ومدارس الأرمن.. والمدارس اليهودية الأهلية.

مدارس البنات:

ـ أما مدارس البنات فلم يباشر بإنشائها إلا في عهد الوالي نامق باشا (1889-1902).. ، وبلغ مجموع طالباتها (67) طالبة العام1900.. ليرتفع العدد الى (95) طالبة 1901.. ثم الى (137) طالبة العام 1903.

يرجع السبب في تأخير تأسيس مدارس البنات اعتقاد الناس بان مجرد تعليم المرأة لمبادئ القراءة والكتابة ما هو إلا مفسدة للأخلاق والخروج عن الطريق الصحيح.

ـ أما في ولاية الموصل العام 1896.. فتأسست أول مدرسة للبنات العام 1896.. وكانت أول مدرسة حكومية في ولايات العراق كافة.

ـ أعقبها افتتاح مدرسة رشديه في بغداد بجهود من والي بغداد نامق باشا (1899 ـ 1902)

كان منهج الدراسة في مدراس البنات يشمل: التربية الدينية.. والحساب.. والاجتماعيات.. واللغة التركية.. فضلا عن الفرنسية.. والعربية.. وبعض فنون النقش والتطريز.

ولعل ابرز صعوبة واجهت تعليم البنات.. فضلا عن القيود الاجتماعية.. عدم توفر العدد الكافي من المعلمات وصعوبة استقدامهن من استانبول.. لذلك تم الاستعانة بزوجات الموظفين الأتراك.. وزوجات الأجانب في التدريس وتعليم الخياطة والتطريز.

ـ بلغ عدد المدارس ألرشدية.. حتى العام الدراسي 1913-1914:

ـ (4) مدارس إعدادية.. ومدرسة سلطانية واحدة في الولايات الثلاث.. وعدد طلابها (818) طالباً.. وعدد مدرسيها (49) في نهاية الحكم العثماني.

التعليم العالي في العهد العثماني:

ـ تأسيس دار المعلمين.. العام1863.. وكانت تشغل البناية التي حلت فيها "متصرفية لواء بغداد لاحقا.. بعد أن انتقلت الأولى الى جانب الكرخ.

ـ تأسس كلية القانون في جامعة بغداد العام 1908.. وتعتبر أول مؤسسة تعليم عالي في العراق والتي شكلت مع كليات أخرى.. مثل دار المعلمين العالية التي هي نواة لتأسيس جامعة بغداد.

(ملاحظة: انتظرونا غداً الحلقة السابعة (الأخيرة).. الوضع الاقتصادي للعراق المعاصر).

مجلة أفكار وآراء - العدد الجديد

 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 192 - عن شهر سباط / فبراير 2024


مجلة (أفكار وآراء) - عدد 191 - عن شهر كانون2 / يناير 2024


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 190 - عن شهر كانون1 / ديسمبر 2023


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 189 - عن شهر تشرين2 / نوفمبر 2023


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 188 - عن شهر تشرين1 / اكتوبر 2023


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 187 - عن شهر أيلول / سبتمبر 2023


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 186 - عن شهر آب / أغسطس 2023


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 185 - عن شهر تموز / يوليو 2023


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 184 - عن شهر حزيران / يونيو 2023


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 183 - عن شهر أيار / مايو 2023


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 182 - عن شهر نيسان / ابريل 2023


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 181 - عن شهر آذار / مارس 2023

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 180 - عن شهر شباط / فبراير 2023

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 179 - عن شهر كانون2 / يناير 2023


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 178 - عن شهر كانون1 / ديسمبر 2022


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 177 - عن شهر تشرين2 / نوفمبر 2022


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 176 - عن شهر تشرين1 / اكتوبر 2022


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 175 - عن شهر أيلول / سبتمبر 2022


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 174 - عن شهر آب / أغسطس 2022


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 173 - عن شهر تموز / يوليو 2022


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 172 - عن شهر حزيران / يونيو 2022


مجلة (أفكار وآراء) - عدد 171 - عن شهر أيار / مايو 2022


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 170 - عن شهر نيسان / ابريل 2022


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 169 - عن شهر آذار / مارس 2022


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 168 - عن شهر شباط / فبراير 2022


 

مجلة (أفكار وآراء) - عدد 167 - عن شهر كانون2 / يناير 2022

 

محل بوابة لبنان

محلات بوابة لبنان

مطعم بربر

مطعم بربر

مطعم لبنان

مطعم لبنان

ألف مبروك

مطعم علوية

مطعم علوية

كاراج ام او تي

كاراج ام او تي