بيروت - كتب أمير بدوي – الخميس 26-8-2021::

في ٢٠٢١/٧/٢٦ أعلنت الرئاسة اللبنانية  أن الرئيس ميشال عون كلف نجيب ميقاتي بتأليف حكومة جديدة  بعد نيله اصوات الاغلبية البرلمانية وسط أزمة سياسية واقتصادية تعاني منها البلاد. ،

وذلك بعد 10 أيام على اعتذار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عن تشكيل حكومة بعد تكليفه بمدة تسعة أشهر .

وفور تكليف الرئيس ميقاتي تشكيل الحكومة العتيدة أعلن انه لو لم يكن علي يقين بقدرته على التشكيل ووجود ضمانات اقليمية ودولية لكان أعتذر عن التكليف من اول لحظة.

وتفيد المصادر المطلعة ان العقبات التي حالت في الماضي دون تشكيل الحكومة الحريرية قد أزيلت تماماً  بفضل الضغوط الداخلية والخارجية.

حاليا كل المعطيات تفيد بأن الحكومة العتيدة اصبحت جاهزة بتقسيماتهاالمذهبية والطائفية ، وتوزيعاتها السياسية، وشخوصها الاختصاصيين، ولا ينقصها  سوى الإعلان الرسمي، غير انها لم تعلن مما خلق مجموعة من التساؤلات لدى المطلعين

وقد عنونت الصحف  الصادرة في بيروت اليوم (ان الحكومة اللبنانية العتيدة لا معلقة ولا مطلقة)

إذاً ما هو السر يا ترى؟

يقول احد الظرفاء المخضرمين في السياسة، عندما تسمع بمشكلة بين جارين او عائلتين ابحث دائما عن دور المرأة.

وأضاف ان اي مشكلة سياسية، او اقتصادية، او اجتماعية، تشاهدها في العالم، ابحث دائما عن دور الأمريكي.

وختم جازماً بأن مفتاح إعلان الحكومة العتيدة موجود حصراً في خزانة قمرة  قيادة سفينة النفط الإيرانية الموجودة في البحر.

بناءاً على ما تقدم يمكن لكل ذي لب ان يستنتج التالي :

إن الرئيس نجيب ميقاتي، وهو السياسي العتيق وصاحب العلاقات الاقليمية والدولية، وبما يملك من خيوط تواصل عالمية، يدرك ان الأمريكي يحضر لأمر ما عند دخول النفط الايراني الى لبنان، لأنه ومنذ العام 2018، يفرض "مكتب مراقبة الأصول الأجنبية" التابع لوزارة الخزينة الأميركية (OFAC)، عقوبات على كل من يعقد صفقات مع شركات النفط الإيرانية في سبيل شراء أو حيازة أو بيع أو نقل أو تسويق مشتقاتها، كما أن العقوبات الأميركية تمنع أي تعامل مع إيران من شأنه توفير موارد لها، وقد ذكّر المسؤلون الأمريكيون بعد إعلان السيد حسن نصرالله عن سفينة النفط الايراني عبر وسائل الإعلام، ان العقوبات الامريكية على ايران ما تزال قائمة، وبما ان النجيب من الإشارة يفهم فقد التقطت راداراته التهديد الأمريكي الضمني لكل من يسمح او يسهل عملية دخول النفط، ولما كان نجيب العجيب ( كما كان يحلو للمغفور له الرئيس عمر كرامي ان يلقبه)  رجل أعمال ناجح  _ لا يحب ان ينام بين القبور ولا أن يحلم بمنامات وحشة _ ومصالحه الاقتصادية منتشرة على جهات العالم الاربعة، ولأن رأس المال جبان، وجد أن الحكمة تفرض عليه التريث بإعلان التشكيلة الحكومية الى ما بعد دخول النفط الايراني، ليبنى على الشيء مقتضاه.

فاذا مرت الأمور بسلام وأمان دون أي عقوبات أمريكية، وتم السماح الاستثنائي للبنان أسوة بتركيا والعراق وافغانستان والهند وغيرها، ساعتئذٍ يشمّر عن ساعد التكليف وأعلن  تشكيلته الوزارية، أما في حال فرضت أمريكا عقوباتها فانه سيكون وحكومته في مأمن من سهامها، لأنهم ليسوا مسؤولين عن شيء لا سياسياً، ولا ادارياً، وبعدها يعلن إعتذاره تحت أي حجة او ذريعة، ويا دار ما دخلك شر.